بدأت رحلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط بزيارة للسعودية، الدوحة والإمارات العربية المتحدة، حيث قام بجولة تستمر ثلاثة أيام وشهدت استثمارات تقدر بمئات المليارات من الدولارات وتحولًا جيوسياسيًا في نهج الولايات المتحدة تجاه المنطقة. كان ترامب مبتهجًا بشكل واضح خلال الرحلة حيث نجح في تأمين الاستثمارات وانتقد الخصوم السياسيين المحليين وأثنى على قادة الخليج. وقد استخدم مسؤولون أمريكيون كلمة “تاريخية” أكثر من مرة لوصف الزيارات.

رفض التدخل
خلال خطابه في قمة الاستثمار في الرياض، قدم ترامب نهجًا واقعيًا تجاه الشرق الأوسط – حيث لا تتدخل الولايات المتحدة في شؤون البلدان الأخرى. وقال ترامب: “هذه التحولات الكبيرة لم تأت من تدخل الغرب أو طيران الناس في طائرات جميلة، يعطونك دروسًا حول كيفية العيش وكيفية حكم شؤونك الخاصة”. وأضاف: “لم تكن الرخامات اللامعة في الرياض وأبو ظبي نتاجاً لما يسمونه ببناة الأمم، النيوكونس أو المنظمات غير الحكومية الليبرالية التي أنفقت تريليونات من الدولارات لتطوير كابول وبغداد والعديد من المدن الأخرى”.

تجاهل إسرائيل، لكن لا حل لغزة
كانت زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط دون زيارة إسرائيل أمرًا نادرًا، ولكنه حذف حليف الولايات المتحدة من جدول أعماله أثناء جولته في المنطقة. وتم رؤية تجاهل إسرائيل كمرآة لتدهور العلاقات بين إدارة الولايات المتحدة وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وجاءت زيارة هذا الأسبوع في سياق عدة خطوات يُعتبرها البعض دليلاً على تهميش الولايات المتحدة لإسرائيل.

رفع عقوبات سوريا
في خطوة أدهشت العديد من المراقبين، أعلن ترامب من الرياض أنه سيقدم تخفيفًا في العقوبات على سوريا، وذلك مع خروج البلاد من حرب أهلية دامت لأكثر من عقد. كما التقى ترامب بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع ووصفه بأنه “شاب جذاب”. ولم يكن متوقعًا أن يكون هناك رفع جملة للعقوبات، جزئيًا بسبب عداء إسرائيل للسلطات الجديدة في سوريا. وقال ترامب إنه اتخذ قرار رفع العقوبات الاقتصادية ضد سوريا بناءً على طلب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.