كل شخص في حياته يمر بتجربة الصداع، بس الصداع ما يعني أبدًا أنه مجرد ألم في الرأس. في الواقع، الصداع هو اضطراب عصبي معقد يؤثر على ما يقرب من واحد من كل سبعة أشخاص في جميع أنحاء العالم، ويعطل العمل والنوم ونوعية الحياة. ولكن على الرغم من انتشاره، يظل الصداع غير مفهوم بشكل واسع وغالبًا ما يتم تقديره بشكل غير كافٍ.

في مقالتنا سنتحدث عن ما هو الصداع بالضبط، ومن هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة به، وكيفية تشخيصه والتعامل معه. يتضمن الصداع نشاطًا مختلفًا في الدماغ يؤثر على مسارات الأعصاب والأوعية الدموية والإشارات الكيميائية. وأحد العلامات المميزة للصداع هو الألم الشديد والنبضي – عادة على جانب واحد من الرأس – ولكن الحالة غالبًا ما تجلب مجموعة من الأعراض الأخرى، مثل الغثيان والقيء والحساسية للضوء والصوت أو الرائحة، والاضطرابات البصرية، والدوار والإرهاق وصعوبة التركيز.

النساء هن اثنتان إلى ثلاث مرات أكثر عرضة للإصابة بالصداع من الرجال، خاصة خلال سنوات الإنجاب – وهو انعكاس للتأثيرات الهرمونية. الوراثة تلعب أيضًا دورًا حاسمًا: إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من الصداع، فإن احتمالية الإصابة تزيد بشكل كبير. العوامل المحفزة الشائعة تختلف بشكل واسع من شخص لآخر وتشمل التوتر واضطرابات النوم وتقلبات الهرمونات، وعوامل غذائية، ومثل الجبن الناضج والشوكولاتة والكافيين أو الكحول، والمحفزات البيئية، مثل الأضواء الساطعة والأصوات العالية أو تغييرات الطقس.