الدراسة القطرية تسلط الضوء على أهمية الرعاية لقضايا الصحة النفسية لتعزيز فعالية علاج السرطان. تم نشر البحث المعنون “انتشار أعراض الاكتئاب والقلق والعوامل المرتبطة بها بين مرضى السرطان في قطر” في مجلة قطر الطبية. وجدت الدراسة أن نسبة كبيرة من مرضى السرطان يعانون من الاكتئاب. كان الهدف هو التحقيق في تكرار الاكتئاب والقلق بين مرضى السرطان في قطر. أظهرت التمارين التي قام بها مجموعة من الباحثين من مؤسسة حمد الطبية وجامعة قطر الاكتئاب والقلق كواحدة من أكبر المشاكل الصحية التي يواجهها مرضى السرطان في قطر. يشير الباحثون إلى أن الاكتئاب أو القلق يؤثر بشكل كبير على جودة حياتهم ونتائج علاجهم. لذلك، العلاج النفسي هو شرط أساسي لمثل هؤلاء المرضى. كانت الدراسة تصميم عرضي عبر استخدام مقياس الصحة الذهنية للمريض-9 (PHQ-9) ومقياس اضطراب القلق العام-7 (GAD-7). تم استطلاع عدد من مرضى السرطان يبلغ 500 شخص من المركز الوطني لرعاية وبحوث السرطان. يعاني حوالي ثلث مرضى السرطان من اضطرابات نفسية، وأكثرها شيوعًا هو الاكتئاب. إهمال هذه المشاكل الصحية النفسية يمكن أن يؤدي إلى عواقب خطيرة مثل انخفاض الامتثال للعلاج، وانخفاض فرص البقاء على قيد الحياة، وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، وتدهور الجودة العامة لحياة المريض. تظهر بيانات السجل الوطني للسرطان في قطر صورة واضحة لانتشار السرطان في قطر، مع زيادة تقريبية تصل إلى 1500 تشخيص جديد للسرطان سنويًا. من المرجح أن يزيد هذا العدد بسبب عوامل حياة مختلفة، مثل زيادة الأمل في الحياة وشيخوخة السكان. وجدت الدراسة أن نسبة كبيرة من مرضى السرطان يعانون من الاكتئاب، وكان متوسط الدرجة PHQ-9 يشير إلى مستويات طفيفة من الشدة. “كان الاكتئاب يصنف عادة على أنه خفيف، مع نسبة صغيرة تعاني من اكتئاب متوسط، متوسط-شديد، أو اكتئاب شديد. بالإضافة إلى ذلك، كان المرضى في الغالب قلقين، كما تظهره النتيجة المتوسطة للمقياس GAD-7، حيث يعاني معظم المرضى من أعراض طفيفة إلى متوسطة، بينما يعاني القليل من القلق المتوسط أو الشديد”، أبرزت الدراسة. تكشف هذه النتائج عن انتشار كبير لكل من الاكتئاب والقلق بين مرضى السرطان، مشيرة إلى أهمية الدعم الشامل للصحة النفسية. وعلاوة على ذلك، تبين أن المرضى المصابين بسرطان في مراحل متقدمة، والذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 60 عامًا، والذين يخضعون للعلاج الإشعاعي أو الهرموني، والمرضى الإناث، هم أكثر عرضة للاكتئاب والقلق. تشير الدراسة إلى أن التعامل الفعال مع قضايا الصحة النفسية ضروري لتعزيز فعالية علاج السرطان. ووفقًا للباحثين، يمكن لمرضى السرطان أن يحظوا بجودة حياة أفضل وامتثال أفضل لعلاج السرطان عند تحديد الأمراض العقلية مثل الاكتئاب والقلق وعلاجها في وقت مبكر. علاوة على ذلك، أفاد معظم المرضى بأن لديهم اكتئابًا وقلقًا، وفقًا للدراسة، أن هذه الحالات كانت أكثر شيوعًا في قطر. تم ربط عدة مجموعات سكانية بمعدلات أعلى من الاكتئاب والقلق، بما في ذلك النساء، والبالغين منتصف العمر، والأشخاص الذين يعانون من سرطان المرحلة الرابعة، والمرضى الذين يتلقون علاجات مثل العلاج الإشعاعي والكيميائي.
