التحضيرات لبدء العام الدراسي الجديد

الطلاب في جميع المستويات التعليمية سيتوجهون إلى الحرم الجامعي اليوم، مما يمثل بداية العام الأكاديمي الجديد 2025-2026، بعد إجراء استعدادات شاملة استمرت لعدة أسابيع من قبل وزارة التعليم والتعليم العالي لضمان انطلاقة تعليمية سلسة.
تمت جميع الاستعدادات بتوفير العمالة والموارد التعليمية، بالإضافة إلى الخدمات اللوجستية التي ستساعد في تعزيز إنجازات الطلاب الأكاديمية وإعدادهم للتقدم إلى المؤسسات التعليمية العالية، خاصة في التخصصات التي تدعم اقتصاد المعرفة والقيادة في قطر، كما صرحت الوزارة.
في هذا السياق، استغلت وزارة التعليم والتعليم العالي الفرصة لتقديم تأكيدات أعلى اهتمامها للطلاب والأهالي والمعلمين ومدراء المدارس والمشغلين المرخصين، داعية الجميع إلى الالتزام بالاصرار والعزيمة في متابعة المسار التعليمي، مما يتوج بإنجاز رؤية الطالب الرائد للتنمية المستدامة.
في سبيل توسيع القدرات، فتحت الوزارة 10 مدارس جديدة حكومية وخاصة لمستويات مختلفة في عام 2025 وقدمت ما يقرب من 6,000 مقعد أكاديمي موزعة عبر الدولة، بالإضافة إلى توظيف 1,124 معلمًا من الجنسين لشغل الشواغر.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل وزارة التعليم والتعليم العالي بجد على تنفيذ مشاريع مستقبلية تشمل إنشاء فصول إضافية في 35 مدرسة، وبناء 11 مدرسة جديدة، وتجديد 16 مدرسة، وإنشاء معهد للتعليم المهني في مدرسة قطر الاعدادية للبنين.
أكدت الوزارة أن مجموع 276 مدرسة وروضة أطفال خضعت لصيانة شاملة، تغطي الفصول الدراسية ووحدات التكييف والمقاصف، وفقًا لمعايير صحية وتغذية وسلامة صارمة.
تم توجيه إدارات المدارس لإكمال جداول الصفوف، وتوزيع الطلاب على الفصول الدراسية، وضمان توصيل الكتب المدرسية واللوازم التعليمية، وتنظيم جلسات تعريفية للموظفين الجدد بالسياسات واللوائح.
تم تجهيز مجموع 2,510 حافلة لنقل الطلاب، مع خطة لزيادة الأسطول تدريجياً إلى 2,750 حافلة، بالإضافة إلى 190 حافلة صغيرة مخصصة لدعم الطلاب وذوي الاحتياجات الخاصة.
للاحتفال بهذه المناسبة، أكدت مساعدة المدير العام للشؤون التعليمية، مهى زايد الققة الرويلي، أن استعدادات العام الدراسي القادم تعكس التزام الوزارة بتوفير بيئة مدرسية صحية وآمنة ومحفزة للطلاب والمعلمين، مما يعزز جودة التعليم ويرقى بنتائجه.
تشمل خطط الوزارة للعام الجديد تطوير المناهج المتعلقة بالهوية الوطنية، بشكل خاص التعليم الإسلامي واللغة العربية، بالإضافة إلى تحديث مناهج العلوم لمواكبة التطورات العالمية، مع دمج منهج STEM بشكل شامل لدعم التعلم التطبيقي، كما أبرزت الرويلي.
وأضافت أن خطط وزارة التعليم والتعليم العالي تشمل تكوين شراكة مع جمعية قطر للمحاسبين العاملين المعتمدين (QCPA) لتطوير منهج للتثقيف المالي بهدف تعزيز الوعي المالي والادخار والتخطيط لدى الطلاب، بالإضافة إلى شراكة مع الوكالة الوطنية لأمن المعلومات لدمج مفاهيم الرقمية والأمن السيبراني في المناهج، جنبًا إلى جنب مع برامج مبتكرة أخرى، مبنية على الإنجازات السابقة في مجالات مختلفة.
وعلاوة على ذلك، تنوي الوزارة تعزيز مشاركة الطلاب في المسابقات العالمية في البحث العلمي والابتكار، وإطلاق مشروع للإدماج للأطفال البالغين من العمر ثلاث سنوات في النظام التعليمي، وفتح مراكز تعليم مبكر جديدة، وتوسيع التعليم الشامل من خلال إضافة مدارس جديدة لدعم الطلاب ذوي الإعاقة، وتطوير معايير وطنية لجودة التعليم الشامل، وتعزيز التعليم المهني والتقني والمتخصص، بالإضافة إلى التعلم الإلكتروني والحلول الرقمية.
في مجالات التدريب والتطوير، تواصل وزارة التعليم والتعليم العالي تنفيذ برامج متخصصة لدعم الكفاءات التعليمية والقيادية، بما في ذلك “خبرة”، “قادة الابتكار”، “قادة المستقبل”، بالإضافة إلى برامج مثل “حقوق الطفل”، “بداية ناجحة”، “تأمين”، و “تمكين”، مما يعزز التطوير المهني المستدام للمعلمين والقادة التعليميين.
أشارت الوزارة علاوة على ذلك إلى أن حدث “العودة إلى المدرسة 2025-2026″، الذي عقد في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، كان منبراً ملهماً يجمع بين التطوير المهني والمشاركة المجتمعية.
يمثل حدث “العودة إلى المدرسة 2025-2026” منصة ملهمة لضمان أن جميع أطراف النظام التربوي مستعدة لعام تعليمي ناجح، حيث تسعى الوزارة إلى تكوين شراكة مع المجتمع لخلق بيئة تعليمية داعمة للطلاب والمعلمين في صميم العملية التعليمية، وفقًا لما ذكر نائب وزير التعليم والتعليم العالي، الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي.
أشار إلى أن العام الماضي شهد إنجازات حاسمة في مجال التعليم الشامل، بالإضافة إلى تقدم المناهج وتوسيع فرص المنح الدراسية، مؤكدًا أن جميع هذه الإنجازات ستظل أساسية لتحقيق المزيد من النجاحات.
أكدت الوزارة أن انطلاق العام الدراسي الجديد يأتي ضمن استراتيجيتها لعام 2024-2030، بهدف بناء نظام تعليمي متكامل يعزز جودة التعليم والشراكة المجتمعية، في سبيل تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 لتطوير طالب رائد قادر على تحمل مسؤولية عملية التنمية المستدامة.