إعادة كتابة المقالة:

السلاحف البحرية من بين الأنواع الحيوية المهمة التي تلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على توازن النظم البحرية. ومع ذلك، تواجه هذه المخلوقات الرائعة، التي تجوب البحار والمحيطات منذ عصر الديناصورات، تحديات غير مسبوقة تهدد بقائها، نتيجة التغيرات المناخية والتلوث وزيادة الأنشطة البشرية على الشواطئ.

يولي السلطات البيئية في قطر اهتماما كبيرا بحماية السلاحف البحرية، خاصة خلال فترات التعشيش التي تحدث سنويا على بعض الشواطئ القطرية. تأتي هذه الاهتمام كجزء من استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي وضمان استدامة الحياة البرية. تقوم وزارة البيئة وتغير المناخ، ممثلة بإدارة تطوير الحياة البرية، بجهود مبذولة لحماية السلاحف البحرية من خلال برامج المراقبة والحماية والتربية.

تضمنت الإجراءات التي تم إدراجها في المشروع مثل: نقل الأعشاش لحمايتها من المد العالي، مراقبة درجات حرارة الأعشاش، ووضع أجهزة تتبع على بعض السلاحف، وجمع عينات الحمض النووي للتحليل، والتعاون الإقليمي لتتبع حركة السلاحف بين دول الخليج.

مستشارة في علم الأحياء في وزارة البيئة وتغير المناخ، ندى أحمد الجميلي، أكدت لوكالة الأنباء القطرية (قنا) أن الوزارة تطلق موسم التعشيش السنوي للسلاحف كل عام، عادة من بداية أبريل إلى نهاية يونيو، من خلال حملات تنظيف الشواطئ وإعادة تأهيلها على شواطئ رئيسية مثل فويريت. أكدت أن هذه الحملات تشهد مشاركة واسعة من المتطوعين، بالتعاون مع جامعة قطر وقطر للطاقة، معبرة عن الشراكة المجتمعية في حماية البيئة البحرية.

أضافت أن الوزارة أطلقت مشروع حماية السلاحف البحرية في عام 2003 كمبادرة طويلة الأمد بتركيز خاص على سلاحف البحر الهاوكسبيل المهددة بالانقراض، مشيرة إلى أن المشروع شمل تدابير مختلفة مثل إغلاق الشواطئ خلال موسم التعشيش، ونقل الأعشاش إلى مناطق آمنة، وجمع البيانات البيئية، ووسم السلاحف، وأخذ عينات الحمض النووي، وتتبع السلاحف بواسطة أقمار صناعية.

أشارت الجميلي إلى أن فرق البحوث العلمية تسجل مجموعة من المؤشرات الحيوية الحيوية، مثل درجة حرارة الأعشاش، عدد البيض، ووزن الفراخ. كما تنفذ الفرق الحقولية بروتوكولات صارمة تحظر الإضرار بفروخ السلاحف. ترافق الفرق الحقولية الفراخ عند إطلاقها لضمان سلامتها.

أكدت المستشارة في علم الأحياء في وزارة البيئة وتغير المناخ أن التحديات الرئيسية التي تواجه الوزارة في حماية السلاحف البحرية هي تعرض البيض والفراخ للافتراس من قبل الثعالب والطيور والمفترسين الآخرين. كما تشير إلى أن النشاطات البشرية والتآكل الساحلي الناتج عن التغير المناخي وتعثر السلاحف في شباك الصيد أو حوادث القوارب. وأضافت أن التلوث البحري، خاصة النفايات البلاستيكية، وتقلبات درجات الحرارة وتأثيرها على معدلات التفقيس.

على الجانب الآخر، شرحت الجميلي أن وزارة البيئة وتغير المناخ لديها شراكة علمية قوية مع مركز علوم البيئة في جامعة قطر وقطر للطاقة، حيث تُنفذ برامج بحث متقدمة، بما في ذلك مراقبة البيئة والدراسات الوراثية والتسمية ودراسات تأثير المناخ. أكدت أن هذه الجهود تسهم في دعم قواعد البيانات الإقليمية وتعزيز التعاون العلمي مع دول الخليج في مجال حفظ التنوع البيولوجي البحري.

أبرزت المستشارة في علم الأحياء في وزارة البيئة وتغير المناخ دور المجتمع الذي يلعب دورا حيويا في حماية السلاحف. تشارك مئات المتطوعين خلال كل فترة تعشيش في حملات تنظيف الشواطئ، ومراقبة الأعشاش، وحملات التوعية، وجهود إعادة التأهيل، بجانب الفرق من الوزارة.

أضافت أن تلاميذ المدارس والمشاركين المحليين يُدعون لحضور فعاليات إطلاق فراخ السلاحف، والمحاضرات التثقيفية، وجلسات التوعية، معززة بالشعور بالمسؤولية البيئية بين الجمهور. وشرحت أن الوزارة تشجع الجمهور على الإبلاغ عن رؤية السلاحف أو الأفراد المعلقين عبر الخط الساخن 16066.

ختمت الجميلي تصريحاتها لوكالة الأنباء القطرية بالتأكيد على أن حماية السلاحف البحرية في قطر ليست مجرد مبادرة لحفظ البيئة، وإنما حماية لرمز حي لتراث قطر البحري. أكدت أن كل سلحفاة تلعب دورا حيويا في الحفاظ على توازن النظام البحري، حيث تساهم سلاحف الهاوكسبيل في الحفاظ على الشعاب المرجانية، وتساعد السلاحف الخضراء في الحفاظ على صحة الشعاب البحرية.