تم استضافة وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى في مركز قطر للصحافة، حيث شاركت مجموعة من رؤساء تحرير الصحف القطرية في حوار إعلامي عالي المستوى. جرى اللقاء في الدوحة بهدف تعزيز التعاون الإعلامي العربي ومناقشة مستقبل الصحافة في المنطقة. وضمت الوفد السوري ليلى الرفاعي، المستشار الإعلامي في وزارة الإعلام؛ علاء برصيلو، المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون السورية؛ ومحمد تفران، المساعد الوزيري للإعلام الرقمي. تم استقبالهم من قبل سعد بن محمد الرميحي، رئيس مركز قطر للصحافة، والمدير العام صادق محمد العمري. في كلمته الافتتاحية، أكد الرميحي على أهمية التعاون الإقليمي، موضحًا أن المركز يسعى ليكون منصة للحوار العربي المهني والتكامل الإعلامي في ظل ديناميات الصناعة السريعة التغيير. وأعرب الوزير المصطفى عن امتنانه للترحيب الحار، مشيرًا إلى أن العلاقة بين قطر وسوريا تتجاوز السياسة. “لم تعاملنا قطر على أننا أجانب ووقفت إلى جانب الشعب السوري خلال الأوقات الحرجة”، قال. شدد على تحديات وسائل الإعلام السورية في الماضي، معترفًا بأن وسائل الإعلام الوطنية أصبحت مبالغًا فيها في الدعاية وفقدت الاعتمادية المهنية. ومع ذلك، أشار إلى عملية إعادة هيكلة مستمرة تهدف إلى إعادة بناء وسائل الإعلام السورية على أسس مهنية وأخلاقية ومتوازنة. “نحن ندعم حرية الصحافة ولكننا حريصون على منعها من الانزلاق إلى حالة من الفوضى”، قال. وكشف عن أن سوريا تعتزم إعادة فتح قطاع الصحافة المطبوعة، بدءًا بعودة صحيفة الثورة في شهر سبتمبر هذا، وشدد على استعدادها لتوزيع الصحف القطرية والنشرات الأخرى المحترمة داخل سوريا. فيما يتعلق بإنتاج الدراما، أعرف الوزير التحديات التي أحدثتها الإنتاجية الوطنية المحدودة في السنوات الأخيرة. رحب بالشراكات المحتملة مع قطر، خاصة في ظل توقيع مذكرة لإنشاء مدينة للإنتاج الإعلامي. أشاد بالدراما التاريخية القطرية لدمجها بنجاح بين جماليات الجمهور والرسالة ذات المغزى. أثناء جلسة الأسئلة والأجوبة، سأل رئيس تحرير جريدة الراية عبد الله طالب المري كيف تخطط سوريا لإدارة محتوى وسائل التواصل الاجتماعي وإصلاح الصحافة في هذه المرحلة الانتقالية. كما سأل عن آفاق التعاون القطري السوري في مجال الدراما. رد المصطفى عبر التأكيد على أهمية بناء محتوى إعلامي أخلاقي عبر جميع الأنظمة، وأكد على استعداد سوريا للتعاون. استعرض جابر الحرمي من صحيفة الشرق الحاجة إلى الوحدة الوطنية، داعيًا إلى إعلام مسؤول يحافظ على وحدة الأراضي السورية. صدى الوزير هذا الرأي، مشيرًا إلى أن الملفات الداخلية — مثل الوضع المعقد في السويداء — يتم التعامل معها من خلال الحوار. وأضاف أن مواجهة التهديدات الإقليمية، ولا سيما من إسرائيل، تتطلب وسائل إعلام وطنية غير طائفية. أثار محمد حاجي من صحيفة الوطن مخاوف بشأن حرية التعبير والأصوات المعارضة. أكد المصطفى أن الحكومة تلقت أكثر من 330 طلبًا جديدًا لتراخيص إعلامية وأطلقت مؤخرًا مدينة إعلامية لدعم المنافذ المستقلة. أبرز فيصل عبد الحميد المدهق من صحيفة الخليج تأثير وسائل الإعلام باللغات الأجنبية في إعادة تشكيل صورة سوريا الدولية. وقال الوزير إن سوريا تطور وسائل إعلامها باللغة الإنجليزية وتفضل الآن استراتيجية “التصحيح على الرقابة”. وفي ختام الجلسة، دعا الرميحي إلى ثقافة حرية مسؤولة في الصحافة العربية. ووافق وزير الإعلام على ذلك، مؤكدًا التزام سوريا بتقليل الخطاب الطائفي وإعادة بناء منظومة إعلامية تعكس وحدة المجتمع السوري.